الاحتيال الذي يستهدف الوافدين الجدد إلى كندا

الوافد الجديد إلى كندا، يخطو خطواته الأولى في أرض غير مألوفة، يحمل أحلامًا وتوقعات كبيرة. لكن هذه الأرض، مثل أي مكان آخر، ليست خالية من التحديات والمخاطر. ومن بين تلك المخاطر، الاحتيال. ففي عالم مليء بالتكنولوجيا والاتصالات السريعة، يمكن أن تجد نفسك عرضة لعمليات احتيال لا تعد ولا تحصى، تستهدف استغلال عدم درايتك بالقوانين والأنظمة المحلية. الحقوق والحريات التي يحميها القانون الكندي قد تكون حائط صد قويًا، ولكن يبقى الحذر والوعي أولى خطوط الدفاع.

تخيل نفسك تتلقى مكالمة هاتفية من شخص يدعي أنه من الحكومة، يتحدث بلهجة رسمية محذراً إياك بأنك قد ارتكبت خطأً جسيمًا. ربما نسيت أن تملأ مستندًا، أو تجاهلت دفع رسوم ما. الخوف يتسلل إلى داخلك؛ فتتساءل: “هل يمكن أن يتم ترحيلي؟ هل سيفقدني هذا خطأ بسيط وضع إقامتي؟”. ولكن الحقيقة هي أنه في أغلب الأحيان، تكون هذه مجرد خدعة. فالحكومة الكندية لن تهددك بالترحيل بسبب عدم دفع رسوم، ولن تطلب منك معلومات شخصية مثل رقم الملف أو معرف العميل الفريد (UCI).

أنواع الاحتيال التي تستهدف الوافدين الجدد

مع وصولك إلى كندا، قد تواجه عدة أنواع من الاحتيال، مثل تلك التي يتظاهر فيها المحتالون بأنهم موظفون حكوميون. إن هؤلاء يستغلون ثقتك وحاجتك للشعور بالأمان والاستقرار، ويبدؤون في محاولة تلاعبك للحصول على المال أو المعلومات الشخصية.

تنتقل الصورة من مجرد مكالمات هاتفية إلى رسائل بريد إلكتروني أو نصية تهددك وتوجهك إلى مواقع مشبوهة. قد تبدو الرسالة شرعية، لكن الرابط المرفق يقودك إلى فخ جديد. الخطأ هنا مكلف، ولهذا عليك دائمًا التحقق من هوية المرسل، وعدم تقديم أي معلومات إلا بعد التأكد من شرعية الجهة المرسلة.

عمليات الاحتيال المتعلقة بفيروسات الكمبيوتر

تخيّل أن هاتفك يرن، وإذا بالمتصل يخبرك بأن جهاز الكمبيوتر الخاص بك مصاب بفيروس خطير. الخوف يتملكك، وتبدأ في التساؤل عن كيفية التصرف. المتصل يقدم نفسه كمخلص، يعرض عليك المساعدة في إزالة الفيروس. لكن الحقيقة المرة هي أن هذا الشخص ليس سوى محتال يسعى للحصول على كلمات المرور والمعلومات الشخصية. الحل الأمثل هنا هو تجاهل هذه المكالمات واللجوء إلى محترف موثوق.

جوائز ومسابقات وهمية

هل حصلت يومًا على رسالة نصية تفيد بأنك فزت بجائزة لم تشارك أصلاً في مسابقتها؟ إذا كانت الإجابة نعم، فاحتمال كبير أن تكون تلك الرسالة جزءًا من عملية احتيال. المحتالون يعتمدون على سذاجة البعض ورغبتهم في الربح السريع لاستدراجهم.

المخططات الضريبية

الاحتيال لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل المخططات الضريبية. قد يصادفك من يعدك بتخفيض ضرائبك أو بمنحك مزايا لا تستحقها. هؤلاء المحتالون يلعبون على وتر الجهل بالأنظمة الضريبية الكندية، مما قد يقودك إلى مشاكل قانونية خطيرة.

احم نفسك من الاحتيال

في نهاية المطاف، تذكر أنه لا أحد يستطيع أن يضمن لك وظيفة أو تأشيرة لكندا، وأن الموظفين الحكوميين لا يتواصلون معك عبر البريد الإلكتروني المجاني أو يطلبون منك معلومات حساسة. الشك والتردد قد يكونان في بعض الأحيان سلاحك الأهم. لذا، احم نفسك، وكن على دراية بأن الاحتيال يمكن أن يحدث في أي لحظة. لكن بمزيد من الوعي والمعرفة، يمكنك أن تكون حاجزًا قويًا أمام تلك المحاولات.

الأسئلة المتداولة حول الاحتيال والخداع

إذا واجهت مثل هذه المواقف، قد يتبادر إلى ذهنك أسئلة مثل: ماذا لو كنت مدينًا للحكومة؟ هل ستتواصل معك للمطالبة بالرسوم؟ الجواب بسيط: الحكومة لن تطلب منك أبدًا معلومات شخصية عبر الهاتف، ولن تهددك بالترحيل بسبب رسوم غير مدفوعة.